في أول تعليق علني له على الفيلم الوثائقي “ردع العدوان”، وجّه القيادي في “فرقة السلطان سليمان شاه” محمد الجاسم، المعروف بـ”أبو عمشة”، انتقادات لاذعة لما وصفه بـ”الخطاب الدعائي” الذي يحمله الفيلم، معتبرًا أنه “محاولة لتزييف وقائع الثورة السورية وتلميع صورة السلطة الجديدة على حساب تضحيات الفصائل الثورية”.
خلفية الفيلم
فيلم “ردع العدوان” هو عمل وثائقي من إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني في وزارة الإعلام في حكومة الجولاني، عُرض لأول مرة في ديسمبر 2025، ويستعرض تفاصيل معركة “ردع العدوان” التي أدت إلى سقوط نظام بشار الأسد وصعود الجولاني للحكم.
وفي تسجيل صوتي نُشر على قنوات مقربة من “جيش الجولاني الجديد”، قال أبو عمشة:
“ما شاهدناه في فيلم ‘ردع العدوان’ ليس توثيقًا، بل إعادة صياغة انتقائية للتاريخ، تُقصي دور الفصائل الحقيقية التي قاتلت على الأرض، وتُبرز شخصيات لم تكن في الصفوف الأمامية.”
وأضاف أن الفيلم “يتجاهل تضحيات آلاف الشهداء والمقاتلين الذين واجهوا النظام وداعميه لسنوات، قبل أن تأتي جهات سياسية وتحصد الثمار وحدها”.
انتقادات أوسع
قيادات ميدانية من فصائل أخرى عبّرت عن استيائها من تغييب دورها في الفيلم، واعتبرت أن العمل “يكرّس رواية أحادية”.
نشطاء إعلاميون أشاروا إلى أن الفيلم “يُعيد إنتاج سردية رسمية جديدة”، مشابهة لما كان يُنتج في عهد النظام السابق.
في المقابل، رحّبت أطراف محسوبة على الحكومة الانتقالية بالفيلم، واعتبرته “خطوة نحو توحيد الذاكرة الوطنية”.
دلالات الموقف
موقف أبو عمشة يعكس الانقسام المتزايد بين الفصائل المسلحة والحكومة الانتقالية، في ظل صراع على الشرعية والتمثيل السياسي والعسكري. كما يُسلّط الضوء على التحديات التي تواجه مشروع “إعادة كتابة التاريخ” في مرحلة ما بعد الأسد، خاصة في ظل تعدد الفاعلين وتضارب الروايات.
